مراحل يمر بها كل مصمم حتى يصل للاحتراف
هل انت مصمم مبتدئ وتشعر بالحيرة والقلق لعدم قدرتك عن إنتاج افكار جديدة؟ هل ترهبك الصفحة البيضاء كل مرة تحاول فيها بدء تصميم جديد فتفقد القدرة على التفكير الإبداعي؟
فلا تقلق صديقي فهذه المرحلة طبيعية للغاية يشاركك إياها كل الوافدون الجدد إلى مجال التصميم الجرافيكي وقد مر بها كل المصممون المحترفون من قبل، ومن خلال هذا المقال سوف اسرد لك بكل وضوح طبيعة المراحل التي يمر بها كل مصمم خلال دورة حياته الفنية انطلاقاً من مرحلة تعلم البرامج والأدوات وحتى مرحلة الاحتراف لتجنب شعورك بالقلق والتوتر الناتج عن قلة أو حتى غياب الأفكار الإبداعية.
أولا، وقبل البدء في سرد مراحل المصمم، عليك التحلي بالصبر والإرادة على المتابعة فدخولك لعالم التصميم مرتبط ارتباط وثيق بمدى اهتمامك بالتعلم، والقدر الذي تبذله من الوقت في التمرن لكي تكون مؤهلاً لدخول سوق العمل المليء بالمنافسين الخبراء في هذا المجال.
لقد قمت بتقسيم خطوات تطور المصمم على أربعة مراحل سوف يمر بها كل مصمم هدفه الاحتراف، مع ذكر بعض النصائح لكل مرحلة على حدي.
1-المرحلة الأولى (التقليد):
مرحلة التقليد وهي مرحلة مهمة تقتضي بإحضار تصاميم من على الانترنت والقيام بتقليدها تماما من دون أي عملية تعديل (حرفياً) من دون أي تعديل عليها، وهذه المرحلة مهمة جدا لكل مبتدئ لكي يمارس أدوات برامج التصميم ومعرفة استخدامات كل أداة. مدة هذه الفترة تتراوح من الشهر وحتى الثلاثة شهور إذا ما خصص الشخص عدة ساعات يومياً للتدريب، فإن مرحلة تعلم الأدوات هي الأسهل لكن يجب بذل الجهد الأكبر في تعلم كيفية تطبيق هذه الأدوات من خلال تقليد تصاميم سابقة، ويوجد على اليوتيوب الكثير من الفيديوهات التعليمية الخاصة بالمتعلمين الجدد.
نصيحة: في هذه المرحلة ابدأ بالتصاميم البسيطة والسهلة والتي لا تتطلب جهد ووقت كثير للتنفيذ، وهذا لتجنب الشعور بالملل أو اليأس الناتج عن الفشل في محاولة تقليد التصاميم المعقدة والموجهة للمحترفين ولو توفرت لها فيديوهات تعليمية مفصلة.
ولا تنشر اي تصميم او تضيفه الى ال Portfolio الخاص بك (محفظة أعمالك) على انه من تصميمك (اصبر قليلاً صديقي فأنت في البداية).
2-المرحلة الثانية (التعديل):
هنا عليك أن تحضر بعض التصاميم الجاهزة وتقوم بالتعديل والإضافة عليها بلمستك الفنية بشكل بسيط وجميل. هذه المرحلة لن تأخذ منك الكثير من الزمن لكنها تتطلب منك قدراً من الشجاعة والثقة في اختياراتك للإضافة، فهي مرحلة مهمة تزودك ببعض الحماس خاصة بأنك اصبحت تنشئ شيء جديداً من بنيات أفكارك وإن كان مجرد إضافات أو تعديل في التصميم.
نصيحة: عندما تقوم بالتعديل على التصاميم الجاهزة وتضيف لمستك الفنية عليها، قم بنشرها على مجموعات المصممين وخذ بآرائهم وتقبل النقد البناء وترك النقد الهدام ولا تبالي به بل بالعكس، حوله الى دافع بان تريهم أفضل ما لديك وما مدى تقدمك في المشاركات القادمة.
3-المرحلة الثالثة (الإستلهام):
وهي قريبة من المرحلة الثانية ولكنها أكثر متعةً وأعظم تحدياً، وهي ان تحضر عدة تصاميم تكون تحمل نفس معطيات الفكرة التي تود تصميمها، تمعن بها وحللها إلى عناصرها الأولية ثم قم باستخلاص العناصر والجزئيات الأكثر ملائمة لهدفك وقم بدمجها ببعضها باستخدام الأدوات التي قد تعلمتها في الخطوات الماضية. لا تقلق إن أخذت منك عملية البحث وجمع التصاميم وقتاً فإنه أمر طبيعي، لكن كن على ثقة بحصولك على نتيجة رائعة تشعرك بالفخر مما أنجزت، ولا تقلق بشأن شعورك بتقليد الغير فالأفكار بشكل عام لا تأتي وحدها دونما خبرة سابقة إنما تأتي من شيء قد رائيته سابقاً ولكن قمت بتحويله بطريقتك الخاصة.
نصيحة: استخدم هذه الطريقة عند شعورك بالخوف من الصفحة البيضاء لعدم استطاعتك باستخراج افكار جديدة، فهذه الطريقة أكثر كفاءة وسرعة من الجلوس والشعور بالقلق والتوتر لعدم وجود أفكار جديدة للتطبيق.
4المرحلة الرابعة (الإبداع)
يبدأ المصمم في هذه المرحلة في ابتكار اشياء جديدة في عالم التصميم، فهذه المرحلة قد تأخذ منك وقت طويلاً لحين الوصول اليها لأنها تحتاج الكثير من الخبرة والتعمق وتتطلب جهداً ووقتاً كبيراً في تدريب وتثقيف النفس في كل ما يخص عالم التصميم وما يستحدثه هذا المجال في كل سنة،
نصيحة: حتى تصل الى هذه المرحلة تحتاج أكثر من مجرد معرفة استخدام البرامج والأدوات، لأن الأدوات والبرامج تبقى مجرد أدوات ليس أكثر، أما عندما تقرأ وتثقف نفسك في عالم التصميم الجرافيكي وتعرف ماضيه وحاضره ومستقبله، هنا أنت من تلقاء نفسك ستشعر بالمسؤولية اتجاه ابتكار أساليب جديدة وثورية في عالم التصميم الجرافيكي بحيث يتم الاحتذاء بها من قبل المصميمين الجدد، وهذه هي القاعدة الذهبية الحقيقية التي تنطبق على جميع مجالات الحياة على ما أظن
باختصار صديقي عليك القراءة وتعمق بشكل كبير جدا.
وفي النهاية قارئي العزيز
دخولك في أي مجال في العالم يتطلب منك التعلم والاطلاع الدائم به ولو أصبحت على علاماً في كل مجال عملك لأنه بمجرد توقفك عن التعلم فأنت تكون قد فسحت المجال للكثير من حولك للتقدم أمامك ورجوعك للخلف ، لأن هذا العالم دائم الحركة والتطور لا يتوقف بل يتغير دونما نشعر في كل ثانية نعيشها (يقول ابراهيم الفقي عندما تصل الى القمة فعلم أن حان الوقت للتغير.) الحياة هي كسباق كبير بين الأشخاص والجميع ينطلق من خط البداية لكن البعض منهم يستسلم من البداية والبعض قد يصل الى مرحلة متقدمة جداً ويقف ظناُ منه أنه وصل الى نهاية وفجأة يرى أن هناك شخص قد سبقه وتفوق عليه بمتابعته للتعلم وتطوير الذات.
فهل سوف تكون أنت هذا شخص؟
دعنا نتعرف على تجربتك بدخولك عالم التصميم والى أي مرحلة من المراحل السابقة قد وصلت؟
شاركنا تجربتك في قسم التعليقات في الأسفل
7 Responses
اظن اني اصبحت في المرحلة الثانية
كل الشكر لهذا المقال الرائع
وفقك ووفقنا الله
خط المقال اكثر من رائع هل هو خط قناة الحرة؟
العفو صديقي
رائع شكرا لك